للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وثمانين ومائة صحبة هارون الرشيد بقرية رنبويه (٣٥١٧) من عمل الري متوجهين إلى خراسان ومات معه بالمكان المذكور محمد بن الحسن القاضي صاحب أبي حنيفة فقال الرشيد: دفنا الفقه والنحو بالري (٣٥١٨) وقيل: سنة إحدى وثمانين وقيل سنة اثنتين وثمانين وقيل سنة ثلاث وثمانين وقيل سنة خمس وثمانين وقيل: سنة ثلاث وتسعين، قال الحافظ أبو العلاء الهمذاني:

وبلغني أن الكسائي عاش سبعين سنة ورثاه أبو محمد اليزيدي مع محمد بن الحسن فقال:

تصرمت الدنيا فليس خلود … وما قد ترى من بهجة ستبيد

لكل امرئ كأس من الموت مترع … وما إن لنا إلا عليه ورود

ألم تر شيبا شاملا يندر البلى … وأن الشباب الغض ليس يعود

سنفنى كما أفنى القرون التي خلت … فكن مستعدا فالفناء عتيد

أسيت على قاضي القضاة محمد … وفاضت عيوني والعيون جمود

وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا … بإيضاحه يوما وأنت فقيد

وأقلقني موت الكسائي بعده … وكادت بي الأرض الفضاء تميد

وأذهلني عن كل عيش ولذة … وأرق عيني والعيون هجود

هما عالمانا أوديا وتخرما … فما لهما في العالمين نديد

فحزني متى يخطر على القلب خطرة … بذكرهما حتى الممات جديد

أخبرني بذلك عمر بن الحسن بن مزيد قراءة مني عليه عن علي بن أحمد بن عبد الواحد أخبرنا شيخ الشيوخ عبد الوهاب بن علي في كتابه من بغداد أخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسن أخبرنا أبا بكر أحمد بن عمر السمرقندي أنا أبو علي الحسن بن إبراهيم ثنا أبو الفرج


(٣٥١٧) رنبويه: بفتح الراء وسكون النون ثم باء موحدة مضمومة ثم واو ثم ياء مثناة تحتية مفتوحة هي قرب الري. (انظر معجم البلدان ٢/ ٣٤٤).
(٣٥١٨) انظر تاريخ بغداد (١١/ ٤١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>