للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد حفظ القرآن أربعة وفي رواية لم يحفظ القرآن إلا أربعة كلهم من الأنصار فإن الرواية الأولى لا دليل فيها والرواية الثانية التي وردت بالحصر فهي مخصصة بالإجماع وقد أجاب عنها العلماء أجوبة مذكورة في كتاب الانتصار للقاضي أبي بكر وفي كتاب المرشد للشيخ أبي شامة وغيرهما، منها: أن يكون المراد حفظا وكتابة أو حفظا لا كتابة أو المراد أنه لم يحفظه من الأنصار إلا هؤلاء الأربعة بدليل قوله كلهم من الأنصار فإن عبد الله بن عمرو بن العاص كان قد حفظ القرآن كله في حياة النبي واستزاده بقوله إني أطيق أكثر من ذلك حتى قال له «اقرأ القرآن في ثلاث» (ج) الحديث ولم يكن عبد الله بن عمرو مذكورا في الأربعة وعثمان بن عفان حفظه وقام به في ركعة ولم يكن مذكورا فيهم، وعبد الله بن مسعود حفظه ولم يذكر فيهم، وأما قوله: توفي رسول الله وقد أخذت من فيه سبعا وسبعين سورة أو كما قال على اختلاف الروايات فلا دليل في ذلك إذ يحتمل أن يكون ذلك حفظه من غيره وأبو موسى الأشعري تواتر عندنا قراءته جميع القرآن على النبي وكذلك على بن أبي طالب مع غيره من الصحابة الذين لم يذكروا في الأربعة، وأما قول القائل: لو كان أبو بكر حفظ القرآن لنقل إلينا ذلك وكونه لم ينقل دليل على أنه لم يحفظه وأنه لو كان حفظه لقرأه عليه غيره كما قرءوا على غيره ممن حفظه فهذا بيّن الضعف إذ لا يلزم من ذلك ما ذكر، وأبو بكر لم يكن متصديا لذلك ولا طالت أيامه ليؤخذ عنه حتى أن عثمان بن عفان مع رغبته في إقراء القرآن لروايته عنه وكذلك على بن أبي طالب، وأما قوله: لم يرد عنه شيء من القراءات فهذا من أعجب العجب في الاستدلال على عدم حفظه فعلى هذا نقول: لم يكن أبو بكر عالما لأنه لم يرد عنه إلا اليسير من الأحاديث وقد ورد عن أبي بكر كثير من القراءات في مواضع من القرآن فورد عنه (٢٩٢٤) [ ...... ]، توفي أبو بكر الصديق يوم الاثنين لثمان بقين


(ج) (حديث صحيح): أخرجه البخاري (٣/ ٥٣)، (٦/ ٢٤٢)، ومسلم (١١٥٩)، وأبو داود (١٣٩١)، والثاني (٤/ ٢١٤)، وأحمد (٢/ ١٨٨).
(٢٩٢٤) أورد له أبو حيان في تفسيره فتح التاء من: لا تزغ مع رفع باء: قلوبنا ب [آل عمران:٨]، وكسر العين وسكون الفاء وكسر الراء، وبعدها ياء، وبعدها تاء تأنيث من:-

<<  <  ج: ص:  >  >>