للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نص عليه في المبهج (٣٩٨٧)، وكان قتيبة إماما جليلا نبيلا متقنا أثنى عليه يونس وقال: كان من خيار الناس وكان مقرئ أصبهان في وقته.

وقال الذهبي: وله إمالات مزعجة معروفة (٣٩٨٨).

قلت: لا أعلم أحدا من الأئمة المعتبرين أنكر منها شيئا مع أنه لم يبالغ أحد في إطلاق الإمالة له كالمبهج (٣٩٨٩) فإنه روى إمالة كل ألف قبلها كسرة أو بعدها كسرة ولم يستثن شيئا روى ذلك عن شيخه الشريف عن الكازريني، وسأفرد لإمالاته كتابا أبين فيه اختلاف الرواة عنه فيها وأوضح الصحيح من ذلك إن شاء الله تعالى، وكانت رواية قتيبة أشهر الروايات عن الكسائي بأصبهان وما وراء النهر حتى كانوا يلقّنون أولادهم بها ويصلون بها في المحاريب وعلمي بذلك إلى أواخر القرن السابع، وأما الحال اليوم فما أدري ما هو، روينا عن قتيبة أنه قال: قرأت القرآن من أوله إلى آخره على الكسائي وقرأ الكسائي القرآن من أوله إلى آخره عليّ وعنه قال: صحبت الكسائي إحدى وخمسين سنة (٣٩٩٠) وشاركته في عامة أصحابه، وعنه قال: قرأت على الكسائي اختياره وقرأ الكسائي عليّ قراءة أهل المدينة، وقال الحافظ أبو العلاء الهمذاني: وقد استقريت أكثر التواريخ وكتب القراءات لأقف على وقت وفاته فلم أظفر بها إلى الآن غير أن الحال توضح لذوي النهى أن قتيبة قديم الوفاة، وقال في مفردة قراءة


(٣٩٨٧) قال سبط الخياط: والصواب أن إدريس قرأ على خلف، وقرأ خلف على قتيبة.
(المبهج ١/ ١٩٤).
(٣٩٨٨) انظر معرفة القراء (١/ ٢١٣) ط. دار الرسالة.
(٣٩٨٩) انظر المبهج (١/ ٣٥٧) وما بعدها.
(٣٩٩٠) وذكر الذهبي في تاريخه بأن قتيبة صحب الكسائي خمسين سنة وناقض قوله في معرفة القراء فذكر بأنه صحبه أربعين سنة، (انظر تاريخ الإسلام ٤/ ٢٣٣، ومعرفة القراء ١/ ٣٥٦)، والصواب ما ذكره الإمام ابن الجزري--لموافقته في ما جاء في تاريخ الإسلام، وما ورد في جامع البيان (١/ ٢٢٣) حيث قال الداني: وصحبه خمسين سنة، وفرق السنة الواحدة لا يضر.

<<  <  ج: ص:  >  >>