للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قرأ الكثير على أبي داود (٣٦٤٠)، ولازمه مدة سنين لأنه كان زوج أمه فنشأ في حجره، وسمع منه كتبا كثيرة وهو أجل أصحابه وأثبتهم، صارت إليه أصول أبي داود العتيقة وأجاز له أبو الحسين بن البياز وحازم بن محمد، وانتهت إليه رئاسة الإقراء في زمانه، قرأ عليه أبو القاسم الشاطبي ومحمد بن خلف البلنسي ومحمد بن سعيد المرادي ومحمد بن أيوب الغافقي وأحمد بن علي الحصار ومحمد بن فتوح الشاطبي ومحمد بن عبد العزيز بن سعادة وعتيق بن أحمد المخزومي وأبو عمر بن عياد ومحمد بن أحمد بن مسعود بن صاحب الصلاة وابنه محمد بن علي بن هذيل، قال الأبار: كان منقطع القرين في الفضل والدين والورع والزهد مع العدالة والتواضع والإعراض عن الدنيا والتقلل منها، صواما، كثير الصدقة، كانت له ضيعة يخرج لتفقدها فيصحبه الطلبة فمن قارئ وسامع وهو منشرح لذلك، طويل الاحتمال على فرط ملازمتهم ليلا ونهارا، أسن وعمر وهو آخر من حدث عن أبي داود، وانتهت إليه رئاسة الإقراء عامة عمره لعلو روايته وإمامته في التجويد والإتقان حدث عن جلة لا يحصون وروى العلم نحوا من ستين سنة، ولد سنة سبعين وأربعمائة أو سنة إحدى وتوفي فحضره السلطان أبو الحجاج يوسف بن سعد وتزاحم الناس على نعشه ورثاه ابن واجب بقوله

لم أنس يوم تهادى نعشه أسفا … أيدي الورى وتراميها على الكفن

كزهرة تتهاداها الأكف فلا … تقيم في راحة إلا على ظعن (٣٦٤١)

قال الأبار: قال لنا محمد بن أحمد بن سلمون: هذا صحيح كان الناس يتعلقون بالنطق وبالسقف ليدركوا النعش بأيديهم ثم يمسحون بها على وجوههم وكان يتصدق على الأرامل واليتامى فقالت له زوجته إنك تسعى بهذا في فقر أولادك فقال: لا والله بل أنا شيخ طماع أبتغي في غناهم (٣٦٤٢)، توفي يوم الخميس سابع عشر من رجب سنة أربع وستين وخمسمائة


(٣٦٤٠) هو أبو سليمان بن نجاح، تقدمت ترجمته في حرف السين برقم (١٣٩١).
(٣٦٤١) تكملة الصلة (٢/ ٦٦٦).
(٣٦٤٢) تكملة الصلة (٢/ ٦٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>