نحو من سبع سنين وهذا عجيب، وأعجب من ذلك أنه قرأ القراءات العشر وهو ابن عشر وهذا لا يعرف لأحد قبله، وأعجب من ذلك طول عمره وانفراده في الدنيا بعلو الإسناد في القراءات والحديث فعاش بعد أن قرأ القراءات ثلاثا وثمانين سنة وهذا ما نعلمه وقع في الإسلام، اعتنى به شيخه أبو محمد عبد الله بن علي سبط الخياط فأقرأه كل ما قرأ به على شيوخه حتى قرأ عليه بكتب أبي العز القلانسي وبالكامل للهذلي وبالاتضاح للأهوازي وبالإيضاح له وبالوجيز له وبالإقناع له بحق تلاوته بذلك على أبي العز عن الهذلي وعن غلام الهراس عن الأهوازي تلاوة متصلة ثم قرأ بالروايات الست (٢٢٢٤) على هبة الله بن الطبر وهي التي مجموعة في كتاب الكفاية لسبط الخياط وقرأ بالعشر على أبي منصور محمد بن خيرون وأبي بكر محمد بن الخضر بن إبراهيم المحولي وتلا بالروايات الخمس على أبي الفضل محمد بن عبد الله بن المهتدي بالله وهي التي تلقاها عن أبي الخطاب عن الحمامي وسمع كتاب ابن مجاهد على أبي الحسن بن توبة، ثم قدم دمشق وتصدر بها للاشتغال زمانا ونال من بني أيوب جاها عريضا خصوصا عن الملك المعظم عيسى بن العادل فإنه كان ينزل إليه إلى قاعته بدرب العجم يشتغل عليه وحصل دنيا كثيرة، أخذ عنه القراءات العلم على بن محمد بن عبد الصمد السخاوي والقاسم بن أحمد الأندلسي والمنتجب الهمذاني وشيخ الشيوخ عبد العزيز الحموي والكمال إبراهيم بن أحمد بن فارس وعبد الرحمن بن فاضل بن السيوري وعبد القادر بن محمد بن الحسن بن أكاف وسمع منه الحروف من كتاب الإيجاز لسبط الخياط ورواها عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري وروى عنه القراءات بالإجازة عمر بن القواس، وكان حسن الأخلاق طيب المزاج مكرما للغرباء حجة في النقل متبحرا في علوم وفيه يقول السخاوي.
لم يكن في عصر عمرو مثله … وكذا الكندي في آخر عصر
(٢٢٢٤) القراءات الست التي في كفاية سبط الخياط هي قراءة ابن كثير ونافع وعاصم والكسائي واختيار خلف وقراءة أبي عمرو، (الكفاية في القراءات الست /٢ أ).