للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله الأصفهاني قال: تفرق أهل البصرة أيام الزنج وأهل المسجد يجردون ليعقوب وأهل القبائل لأيوب، وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بها وكذلك أدركناهم، قلت: ومن أعجب العجب بل من أكبر الخطأ جعل قراءة يعقوب من الشواذ الذي لا تجوز القراءة به ولا الصلاة، وهذا شيء لا نعرفه قبل إلا في هذا الزمان ممن لا يعول على قوله، ولا يلتفت إلى اختياره، وللأئمة المتقدمين في ذلك ما يبين الحق ويهدي السبيل كما ذكرت ذلك في كتاب المنجد (٥٥٢٧)، فليعلم أنه لا فرق بين قراءة يعقوب وقراءة غيره من السبعة عند أئمة الدين المحققين وهو الحق الذي لا محيد عنه، قرأت على الإمام محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن أحمد المعدل، أنا علي بن شجاع، أنا أبو الجود، أنا ناصر بن الحسن أنا أبو الحسين الخشاب، أنا أبو الفتح الجوهري، أنا طاهر بن غلبون قال: بلغني أن أبا عثمان المازني قال:

رأيت النبي فقرأت عليه سورة طه فقرأت: ﴿مَكاناً سُوىً ٥٥٢٨﴾ [الآية:٥٨] فقال: اقرأ «سوى» [طه:٥٨] اقرأ قراءة يعقوب (٥٥٢٩)، أخبرني إبراهيم بن أحمد الجذامي بقراءتي عليه عن عمر بن غدير عن أبي اليمن الكندي أنبأنا أبو محمد البغدادي، أنبأنا أبو العز الواسطي، أنبأنا أبو القاسم الهذلي قال: لم ير في زمن يعقوب مثله كان عالما بالعربية ووجوهها والقرآن واختلافه فاضلا تقيّا ورعا زاهدا، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر ورد إليه ولم يشعر، لشغله بالصلاة، وبلغ من جاهه بالبصرة أنه كان يحبس ويطلق،

أخبرني أبو المعالي المقرئ عن ست الدار الإسكندرية أنبأ إبراهيم بن وثيق عن ابن زرقون عن الخولاني، ثنا عثمان بن سعيد إجازة، حدثني يونس بن عبد الله الخطيب، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن خالد، ثنا مروان بن عبد الملك قال: سمعت أبا حاتم يقول: يعقوب بن إسحاق من أهل بيت العلم بالقرآن والعربية وكلام العرب والرواية الكثيرة والحروف والفقه، وكان اقرأ القراء، وكان أعلم من أدركنا ورأينا بالحروف والاختلاف في القرآن


(٥٥٢٧) انظر منجد المقرئين (١٢٨) وما بعدها.
(٥٥٢٨) أي قرأ بكسر السين كقراءة نافع وغيره.
(٥٥٢٩) أي بضم السين، (انظر النشر ٢/ ٢٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>