للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك: أنا قرأت على المغيرة وكان ممن قرأ على عثمان (٥١٩٣)، وأما قول ابن جرير الطبري: زعم بعضهم أن ابن عامر قرأ على المغيرة عن عثمان، وهذا غير معروف لأنا لا نعلم أحدا ادعى أنه قرأ على عثمان ولو كان سبيله في الانتصاب لأخذ القرآن كان لا شك قد شارك المغيرة في القراءة عليه غيره وفي عدم مدعى ذلك دليل واضح على قول من أضاف قراءة ابن عامر إلى المغيرة والذي حكى ذلك رجل مجهول لا يعرف بالنقل ولا بالقرآن يقال له: عراك بن خالد ذكره عنه هشام بن عمار ولا نعلم أحدا روى عنه غير هشام (٥١٩٤)، قلت: فانظر إلى هذا القول الساقط من مثل هذا الإمام الكبير لا جرم كان الإمام الشاطبي يحذر من قول ابن جرير هذا، قال السخاوي وهذا قول ظاهر السقوط فقوله: لا نعلم أحدا قرأ على عثمان فغير صحيح، فإن أبا عبد الرحمن السلمي قرأ عليه وروى أنه علمه القرآن، وقرأ أيضا على عثمان أبو الأسود الدئلي، وروى الأعمش عن يحيى بن وثّاب عن زر عن عثمان ثم لا يمتنع أن يكون عثمان أقرأ المغيرة وحده لرغبة المغيرة في ذلك إليه أو أراد عثمان أن يخصه (٥١٩٥)، وقال أبو عبد الله: بل يجوز أن يكون قرأ على عثمان جماعة القرآن لكنهم ما انتصبوا للإقراء، وقد كان يقرأ القرآن في ركعة، وهذا يدل على صبره على كثرة التلاوة فما المانع من أن يعرض عليه القرآن غير واحد في المدة اليسيرة، وقوله في عراك مجهول فليس ذا بشيء بل هو مشهور قرأ عليه الربيع بن تغلب أيضا وسمع منه جماعة وقال الدارقطني: لا بأس به (٥١٩٦) قلت: وقد روى عن عراك: عبد الله بن ذكوان ومحمد بن وهب بن عطية، قال القاضي أسعد (٥١٩٧) بن الحسين اليزدي والأستاذ أبو عبد الله القصّاع، مات المغيرة سنة إحدى وتسعين وله تسعون سنة.


(٥١٩٣) انظر تاريخ دمشق (٦٥/ ٣٧٢).
(٥١٩٤) النص أورده السخاوي في كتابه جمال القراء (٢/ ٤٣٢).
(٥١٩٥) انظر جمال القراء وكمال الإقراء (٢/ ٤٣٤).
(٥١٩٦) انظر معرفة القراء (١/ ١٩٤) في ترجمة عبد الله بن عامر.
(٥١٩٧) ورد في نسخة الأستانة: أسد، وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>