في الآية السّابقة قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} في هذه الآية قال: {تُؤْمِنُونَ} فكيف خاطبهم بالذين آمنوا، ثمّ قال: تؤمنون، وهم مؤمنون سابقاً.
تفسير تؤمنون: كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}[النساء: ١٣٦]، أي: استقيموا واستمروا على إيمانكم بالله ورسوله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، تؤمنون: بصيغة المضارع لتدل على التّجدُّد والتّكرار.
{وَتُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ}: أيْ: في سبيل إعلاء كلمة الدّين والحق وابتغاء مرضاته.
{بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ}: قدَّم الأموال على الأنفس؛ لأنّها الآكد والأعم والجهاد يبدأ بالإنفاق والاستعداد والباء بأموالكم للإلصاق، وتعني: ببعض أموالكم، وقدَّم في سبيل الله: للحصر والقصر.
{ذَلِكُمْ}: ولم يقل: ذلك؛ لأنّ هناك عدة أمور مطلوبة منها الإيمان والجهاد وغيره وللمبالغة والاهتمام والتّوكيد.
{خَيْرٌ لَّكُمْ}: أيْ: أفضل لكم.
{إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}: إن شرطية تفيد الاحتمال والنّدرة، كنتم تعلمون: إن كنتم أهل دراية ووعي وعلم، أو كنتم تعلمون ما هي مصلحتكم وخيركم.