للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمِنْ آنَائِ الَّيْلِ﴾: آناء: جمع إنى، وهو الجزء من الزّمن، وآناء الليل: أجزاء الليل؛ أي: صلاة العشاء، والوتر، والتّهجّد.

﴿وَأَطْرَافَ النَّهَارِ﴾: أي: صلاة الشّروق، والضّحى، والظّهر، والمغرب؛ أي: صلِّ وسبِّح واحمد ربك، وادعوه واذكره؛ أي: في سائر الأوقات في الليل والنّهار.

﴿لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾: لعل: للتعليل، ترضى: لعلك تكون راضياً عن نفسك بما أحضرت يوم الحساب من الأعمال الصّالحة.

ولا بدّ من مقارنة هذه الآية (١٣٠) في سورة طه، مع الآيتين (٣٩ - ٤٠) من سورة ق.

آية طه: ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَائِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾.

آيتا ق (٣٩ - ٤٠): ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ﴾.

الفروق: السّياق في آيات طه: أنّها جاءت في سياق الحياة الدّنيا، وأما السّياق في آيات ق: أنّها جاءت في سياق الحياة الآخرة، وأنّها تفيد العموم.

مثلاً: ومن الليل فسبّحه، التسبيح فيه أعمّ وأطول من التّسبيح في آناء الليل (آناء الليل ساعات من الليل)، أطراف النهار: مقارنة بأدبار السّجود، أدبار السّجود: عقب الصلوات الخمس أكثر من أطراف النهار، وقبل الغروب؛ تعني: العموم، فسبِّح: (إطلاق التّسبيح)، فسبّحه: (تخصيص التّسبيح).

<<  <  ج: ص:  >  >>