{إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ}: إني للتوكيد، أخاف عليكم يوم التّناد (في الآخرة) بينما أخاف عليكم يوم الأحزاب (في الدّنيا) فهو يحذرهم أن يحلّ عليهم عذاب أو هلاك في الدّنيا أو في الآخرة أو كلاهما معاً.
{يَوْمَ التَّنَادِ}: له معنيان: يوم المناداة. ينادي كلّ إنسان للحساب والجزاء أو ينادي أصحاب الجنة أصحاب النّار، وأصحاب الأعراف أصحاب الجنة. وأصحاب النّار أصحاب الجنة، والنّداء هو الدّعاء والطّلب أو الحضور أو للاستغاثة.
ولم يقل يوم التّنادي، قال: يوم التّناد حذف الياء؛ لأنّ النّداء لا يطول فيه زمناً طويلاً.
ويوم التّناد قد يعني: يوم التّشرد والبُعد كما قال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ}[عبس: ٣٤-٣٦]. أي: يوم الفرار والهرب.
التّناد هنا مشتق من فعل: ندَّ؛ أي: بعُد وشرد {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}[عبس: ٣٧].