وبما أنّ الطّلاق والظّهار حالتان نادرتان استعمل في سياق ذكرهما الهمزة بدلاً من التّاء (اللاتي) لأنّ الهمزة من الحروف الثّقيلة النّادرة الاستعمال، فاستعملها لتناسب حالتي الظّهار والطّلاق النّادرتين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى: اللائي من اللأى: وهو الحبس، والمُطلّق والمُظاهِر تحبس عنه امرأته شرعاً حتّى يقوم بالكفارة أو ما هو مطلوب منه شرعاً.
﴿وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا﴾: إنّ للتوكيد، واللام في ليقولون: تعود على العرب في الجاهلية؛ لزيادة التّوكيد، منكراً من القول وزوراً: منكراً قولاً وزوراً، منكراً من القول؛ أي: قولاً ينكره الشّرع والعرف والعقل، وزوراً: كذباً وباطلاً (أي منحرفاً عن الحق).
﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾: إنّ للتوكيد، واللام في (لعفوّ) لزيادة التّوكيد، عفوّ: حيث شرع الكفارة ولم يجعله طلاقاً كما كانوا يفعلونه في الجاهلية، غفور: صيغة مبالغة كثير الغفران مهما ثقلت ذنوبه إذا تاب وأناب إلى الله تعالى.
﴿وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِّسَائِهِمْ﴾: الخطاب في هذه الآية للمسلمين عامة يبين لهم أحكام الظهار، بينما الخطاب في الآية (٢) للصحابة خاصة؛ ارجع إلى الآية السّابقة لبيان معنى الظهار.
﴿ثُمَّ يَعُودُونَ﴾: لما قالوا: يرجعون عما قالوا ويريدون وطء أزواجهم بعد أن