ومعرفة بصراط الذين أنعمت عليهم، والصراط المستقيم: هو نفسه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين.
﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾: أي: دين الإسلام الدّين الحق الدّين القيم الموصل إلى الغاية بأقصر السّبل وأيسرها وأسلمها.
قال سبحانه: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ ولم يقل: اهدنا إلى الصّراط المستقيم أو اهدنا للصراط المستقيم.
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾: أي: هم على الصّراط المستقيم الآن ويسألونه الهداية للسير فيه وتعريفهم عليه والثّبات والاستقامة والاستمرار للوصول إلى النّهاية والغاية.
أما اهدنا إلى الصّراط المستقيم: تعني هم خارج الصّراط الآن أو بعدين عنه، ولا يعرفونه ويسألونه لدلالة والمعرفة لكي يسلكوا الصّراط المستقيم.
وأما اهدنا للصراط المستقيم: تعني هم وصلوا إلى النّهاية والغاية أو أتموا السّير على الصّراط كالأنبياء والصّديقين والشّهداء والصّالحين الّذين سبقونا.
﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾: أي: اهدنا صراط الذين عرفوا الحق وعملوا به من النّبيين والصّديقين والشّهداء والصّالحين الذّين أنعمت عليهم بالهداية والإيمان والاستقامة على الصّراط المستقيم حتّى وصلوا إلى الغاية والنّهاية، وهي رضوان الله عليهم ﴿رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: ١٠٠]، وأنعمت عليهم تشمل: الأولين والذين جاءوا من بعدهم؛ أي: صراط الذين أنعمت عليهم من الأولين والأخرين وأنعمت تحمل معنى كثرة: الذين أنعمت عليهم بمرور الزمن.
﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾: غير تفيد المغايرة ذاتاً وصفة. المغضوب عليهم: