سبب النّزول: قيل: نزلت هذه الآية في أنصار المدينة المنورة؛ لما أسلموا كرهوا أن يتصدقوا على بعض أقاربهم من المشركين، وغيرهم، فنزلت هذه الآية هذا قول الجمهور، تدعوهم إلى الاستمرار في التصدق عليهم، ولا يكون عدم دخولهم في الإسلام سبباً لعدم التصدق عليهم؛ لأنّ الله هو الهادي وحده يهدي من يشاء، وليس المال، أو الصدقة، ولذلك قالوا: صدقة التطوع يجوز صرفها على غير المسلم.
﴿لَّيْسَ﴾: نافية، ﴿عَلَيْكَ﴾: يا محمّد ﷺ الخطاب موجه إلى رسول الله ﷺ، وكذلك أمته ﷺ.
﴿هُدَاهُمْ﴾: أي: لست مكلفاً بهدايتهم، ودخولهم في الإسلام، ولا أنتم مكلفون أيضاً على هدايتهم، وإنما عليك وعلى أمتك البلاغ فقط.
﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ﴾:
﴿وَلَكِنَّ﴾: حرف استدراك، وتوكيد.
﴿اللَّهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ﴾: من عباده؛ أي: من اختار طريق الهداية، وسار عليه، وطلب من الله الزّيادة، والتوفيق للهداية، وسعى لها بنفسه؛ فالله سبحانه يُعينه، ويزيده هدى وتقوى.