المناسبة: بعد أن ذكر الله سبحانه الّذين كفروا برسلهم، وذكر أعمالهم الّتي كرماد اشتدت به الرّيح؛ أي: حبطت يذكر سبحانه ما سيحدث بينهم يوم القيامة من حوار، وما سيقول الشّيطان آنذاك لهم.
﴿وَبَرَزُوا﴾: البروز: هو الظّهور مشتقة من البراز: وهو الفضاء الواسع، وجاء بلفظ الماضي بدلاً من المستقبل؛ لأنّ الزّمن عند الله واحد، الماضي والحاضر والمستقبل؛ فهو خالق الزمان والمكان، وصيغة الماضي تعني: كأن الأمر وقع وانتهى.
والبروز يحدث بعد النّشر والبعث، ويكون على أرض المحشر في الفضاء الواسع.
﴿جَمِيعًا﴾: للتأكيد برزوا: كلّهم مجتمعين، ولم يتأخر عنهم أحد.
﴿فَقَالَ الضُّعَفَاؤُا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا﴾: فقال: الفاء: يدل على التّرتيب، والمباشرة.
﴿الضُّعَفَاؤُا﴾: جمع ضعيف تطلق على العوام الضعاف الرّأي والفكر، ووصفوا بذلك لأنّهم اتبعوا غيرهم، وقلدوا آباءهم بدون تفكير وتدبر، ويطلق عليهم الأتباع أيضاً، أو التابعين، وإذا نظرنا إلى كيف كتبت كلمة ﴿الضُّعَفَاؤُا﴾ في هذه الآية مع كتابتها في الآية (٢٦٦) في سورة البقرة نجد فيهما اختلافاً قد يعود إلى أن آية البقرة تعني: ضعفاء في الجسم والبنية، وأما في آية إبراهيم ضعفاء في الرأي والعقل؛ أي: ضعف معنوي، وفي آية البقرة ضعف مادي حسي. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٦٦) لمزيد من البيان.