للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾ [النمل: ٦٢].

﴿وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ﴾:

﴿دَرَجَاتٍ﴾: قيل: في الرزق، والعلم، والقوة، والصحة، والخُلق، وغيرها، وقيل: درجات في الجنة، وقيل: درجات في التقوى، والإيمان.

وقد تشمل الكلَّ؛ أيْ: كلَّ ما سبق.

ولماذا الرفع؟ الرفع ﴿لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَا آتَاكُمْ﴾: أو كما بيَّن في سورة الزخرف: ﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾ [الزخرف: ٣٢].

ويجب أن لا نظن: أن البعض مرفوع، والبعض الآخر مرفوع عليه، فهذا ظنٌّ خاطئ، فما دام قد جاءت كلمة ﴿بَعْضُهُم﴾: مبهمة؛ فإن كلَّ واحد منا مرفوع، ومرفوع عليه؛ أيْ: كلٌّ منا محتاج إلى الآخر في حياته، والآخر محتاج إلينا في حياته.

﴿لِّيَبْلُوَكُمْ فِى مَا آتَاكُمْ﴾: ليبلوكم: اللام: للتأكيد، والتعليل، فيما: في: ظرفية، ما: اسم موصول؛ بمعنى: الذي، أو مصدرية من الرزق، بالغنى، والفقر، بالشكر، أو الصبر، ومن الصحة، أو المرض، والعلم، والجهل، والقوة، والضعف، وغيرها.

﴿إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾:

﴿إِنَّ﴾: للتوكيد.

﴿سَرِيعُ الْعِقَابِ﴾: والعقاب: هو الجزاء على الفعل؛ فالعقاب: يقع بعد، أو عقيب العمل.

﴿وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾: أكَّد هنا بإنَّ، واللام في كلمة ﴿لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>