المناسبة: انتهت سورة الأحقاف بقوله تعالى: {بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} وابتدأت سورة محمد -صلى الله عليه وسلم- بقوله:{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يدل على تطابق نهاية السورة مع بداية السورة التالية لها.
أسباب النزول: كما رُوي عن ابن عباس نزلت في كفار مكة {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ}(هم الأنصار) وقيل في رواية: نزلت في كفار مكة الذين خرجوا لغزوة بدر، وسمُّوا المطعمين.
والمهم بعموم اللفظ وليس بخصوص السّبب؛ فالحديث عن الكفار عامة، وعن الذين آمنوا عامة.
{وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}: أيْ: صرفوا ومنعوا غيرهم من الدّخول في الإسلامَ، أو حاربوا دين الله لكي يشوهوا صورته أو سمعته للآخرين.
وسبيل الله: دين الله (وهو الإسلام)، كما قال تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: ١٩].
{أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}: من معاني الضلال النسيان والضياع والهلاك والإبطال أيْ: أبطل أعمالهم وأحبطها فلا ثواب لها ولا جزاء، أو جعلها ضالة، أيْ: لا ثواب لها ولا جزاء أو أجر. بسبب كفرهم بالله تعالى والكفر من محبطات العمل الصالح.
وقد تعني: أبطل كيد الّذين كفروا وصدوا النّاس عن الدّخول في الإسلام.