للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منكم، ولم يقل: وإن تؤمنوا بربكم قال: وإن تشكروا؛ لأنّ الإيمان والطّاعة من مظاهر الشّكر له، وإن تشكروا الله على نعمه الّتي لا تعد ولا تحصى وعلى نعمة الإيمان والإسلام يرضه لكم.

﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾: لا: النافية، ولا تزر: ولا تحمل أو تتحمَّل، الوزر: الحمل ويعني: الذّنب والإثم، ولا النّافية.

وازرة؛ أي: نفس وازرة آثمة، وزر أخرى: ذنب أو إثم أو جرم نفس أخرى فكل إنسان مجزيٌّ بعمله، أيْ: لا تحمل نفس آثمة ذنب نفس أخرى، ويبدأ ذلك من زمن التّكليف، وعلى شرط أن لا تكون سبباً في إضلال النّفس الأخرى فعندها يتعدَّى ظلم النّفس إلى ظلم نفس الأخرى عندها تتحمَّل إثمها وإثم النّفس الأخرى، كما قال تعالى: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ [العنكبوت: ١٣].

﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ﴾: وإن لم تؤمنوا بربكم فاعلموا أنكم سترجعون إليه وستجزون على كفركم، ثم: للترتيب والتّراخي في الزّمن.

إلى ربكم مرجعكم: إلى ربكم تقديمها يفيد الحصر والقصر إليه وحده مرجعكم، وإلى تفيد عموم الغايات، أيْ: بعد البعث ترجعون إليه للحساب والجزاء.

﴿فَيُنَبِّئُكُمْ﴾: الفاء للتعقيب والمباشرة، ينبئكم: يخبركم ويطلعكم على سجل أعمالكم في الدّنيا. وينبئكم مشتقة من النّبأ وهو الخبر العظيم الّذي يعني أعمالكم.

﴿بِمَا كُنتُمْ﴾: الباء للإلصاق، ما اسم موصول بمعنى الّذي أو مصدرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>