للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العالمين: اللام لام الاختصاص، العالمين: عالم الإنس وعالم الجن (الثّقلين)، وذكر: أقوى وأشد توكيداً من قوله: ذكرى، يستعمل "ذكر" في سياق الدّعوة والتّبليغ والشرف ورفعة القرآن، وذكرى تستعمل في سياق النّسيان والتّذكير العادي، ولا ننسى بداية السّورة (ص) وهي قوله تعالى: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِى الذِّكْرِ﴾ وختام السّورة قوله تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾ مما يدل على أن القرآن كأنه عقد واحد نظمت آياته وسوره على أكمل وجه في الاتصال المحكم الوثيق يدل على عظمة الخالق وقدرته وعلمه وأنه المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة.

سورة ص [٣٨: ٨٨]

﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾:

﴿وَلَتَعْلَمُنَّ﴾: الواو عاطفة، لتعلمن: اللام لام التّوكيد، والنّون في "تعلمن" لزيادة التّوكيد.

﴿نَبَأَهُ﴾: صدق أخباره وصدق ما وعد به، وصدق وعيده وما ذكر فيه، وصدق ما جاء به محمّد .

﴿بَعْدَ حِينٍ﴾: بعد: ظرف للزمان والمكان، حين: ظرف للزمان غير محدد الزّمن، وقد يطول أو يقصر.

لتعرفن دلالة هذه الآيات وهذه الألفاظ بعد حين قد يطول أو يقصر، وتعني: لن تعرفوا دلالاتها كاملة في زمن واحد؛ لأنّ دلالات هذه الآيات قد يتضح معناها شيئاً شيئاً مع اتساع معرفة الإنسان، وليبقى القرآن فوق كلّ هذه المعرفة مهما اتسعت دوائرها وحتّى لا تنقضي عجائبه، ولمعرفة الفرق بين الحين والدّهر: الدّهر هو أوقات متوالية مختلفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>