للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأخرى؛ فلا ينطبق عليها قوله تعالى: ﴿مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ (من جميع أطرافها)، وهي تفسيرات جزئية. ارجع إلى سورة الأنبياء، آية (٤٤)؛ لمزيد من البيان.

﴿وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾: أي: حين يحكم الله بحكم لا أحد يستطيع رد حكمه بعد إصداره، ولا يستطيع أحد أن يبطل حكمه، أو ينقضه، أو يعقّب على حكم الله بأي شيء.

﴿وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾: وهو: ضمير فصل يفيد التّوكيد.

﴿سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾: لأنّه سبحانه يعلم ما تكسب كلّ نفس، وجميع الخلق حسابهم كحساب الواحد منهم؛ فهو لا يحتاج إلّا للقول: كن فيكون، ولأنّه سبحانه لا يشغله فعل عن فعل، أو يحاسب هذا، والآخر عليه أن ينتظر في صف، كما نرى الواحد تلو الآخر. وأمّا الميزان: فهو لإقامة الحجة على العبد؛ فالله سبحانه قادر على أن يحاسبهم، كما يرزقهم كلّهم جميعاً في آن واحد، كما أجاب الإمام علي .

سورة الرعد [١٣: ٤٢]

﴿وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ﴾:

﴿وَقَدْ﴾: الواو: استئنافية؛ قد: للتحقيق؛ أي: فعلاً مكر الّذين من قبلهم.

﴿مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾: المكر: ارجع إلى الآية (٣٣) من نفس السّورة.

مكر الّذين من قبلهم: بأنبيائهم، كما يمكر بك قومك؛ ليثبتوك أو يقتلوك، أو يخرجوك. ارجع إلى سورة الأنفال، آية (٣٠)؛ لمزيد من البيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>