فشل أو نجاح يحتاج إلى كونه صبّاراً وشكوراً في آن واحد، ولا يكفي أن يكون صبّاراً بل أيضاً شكوراً: صيغة مبالغة من شكر؛ أي: كثير الشكر وكثير الصبر.
كلما اكتشف حقيقة علمية شكر الله سبحانه ونظر إليها وتأمّلها ودل النّاس عليها؛ حتى تزيدهم إيماناً مع إيمانهم.
فهذه الآيات الكونية التي لا يعقلها إلا العالمون تدل على أن الله هو الإله الحق لا إله إلا هو وتستوجب العبادة والشكر وتدعونا إلى الصبر والشكر في العمل والبحث عن حقائق الكون، والشكر يدعو إلى زيادة النعم وزيادة النعم تدعو إلى زيادة الشكر وهكذا، كما قال سبحانه: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: ٧]، وكلمة صبّار في كل القرآن لم ترد إلا مقترنة مع شكور؛ أي: صبّار شكور، وأما كلمة شكور قد تأتي مفردة.
في الآية السّابقة بيّن الله سبحانه أن الفلك تجري في البحر بنعمته، وإذا غشي هؤلاء الّذين أشركوا موج كالظلل، دعوا الله مخلصين له الدين وأقروا بوجود الخالق ووحدانيته؛ كي ينقذهم وبعد أن ينجيهم يعودون لما كانوا عليه من قبل.
﴿وَإِذَا﴾: الواو استئنافية، إذا: ظرفية شرطية تدل على حتمية حدوث ما يذكر بعدها.
﴿غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ﴾: الغشي: علاهم وغطاهم موج كالظلل، الكاف للتشبيه، الظلل: جمع ظلّة؛ وهي التي تعلو الإنسان وتظلله، موج ارتفاعه متران