ليكشف عنه الضّر، وأقبل على ربه وتضرع إليه بذل وانكسار وتاب إليه، ووعد ربه بالاستقامة والرّجوع عن ذنبه والإيمان.
﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ﴾: ثم: تفيد التّباين بين موقف دعا ربه منيباً إليه وكونه نسي ما كان يدعو إليه من قبل، أو ثم تفيد التّراخي في الزّمن والتّرتيب، أيْ: بعد مدة طويلة.
﴿إِذَا﴾: شرطية تفيد حتمية الحدوث وبكثرة.
﴿خَوَّلَهُ﴾: أعطاه وملَّكه نعمه من دون عوض.
﴿نِعْمَةً مِّنْهُ﴾: النّعمة هي ما يهبه الله لعبده من خير يجلب له المسرة ويدفع عنه المضرة، نعمة منه: نعمة جاءت بصيغة النّكرة لتشمل كلّ أنواع النّعم من الصّحة والمال والغنى والأهل والأمن والطّعام والشّراب وغيرها.
نعمة بالتّاء المربوطة، ولم يقل: نعمت بالتّاء المفتوحة؛ فتدل على نعمة ظاهرة للعيان، وليست خفية أو عامة للبشر. ولو جاءت بالتّاء المفتوحة نعمت لدلَّت على أنّها نعمة خاصة أو لا يمكن إحصاؤها، وخاصة بالمؤمنين. نعمة منه: أي: نعمة عامة تخص المؤمن أو الكافر، أو الصالح والطالح، ولم يقل نعمة من عندنا، أو من لدنا التي تخص فقط المؤمنين والأولياء الصالحين، أو الأنبياء والرسل.
﴿نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ﴾: نسي: تعني: نسي من كشف عنه الضّر وأنقذه وهو ما زال يذكر ضره وبليته ولا ينساها، أو نسي ما أصابه من ضر وبلية ونسي من كشف عنه الضّر وأنقذه، أيْ: نسي كلّ شيء.