للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السوداء؛ لقدرتها على امتصاص وابتلاع بقايا التّفاعلات الكونية والكواكب والغازات السّامة والضّارة والطّاقة، أو المواد العاطلة، أو الناجمة عن التفاعلات الكونية، وهذه الثّقوب السّوداء تمثل المرحلة الأخيرة في دورة النّجوم الحياتية كمرحلة الشّيخوخة عند الإنسان، ثم تنفجر وتعود إلى دخان كما بدأت من دخان، كما يموت الإنسان ويتحول إلى تراب كما خلق من تراب.

والخلاصة: يقسم الله سبحانه بالخنّس الجوار الكنّس بهذه النجوم العملاقة المختفية اختفاءً كاملاً، والتي تجري بسرعات هائلة في مداراتها لتكنس صفحة السماء، وعندما تصل إلى كثافة شديدة تنفجر وتتحول إلى دخان، فهي آية من الآيات الكبرى الدالة على عظمة الخالق وقدرته، وأن القرآن الكريم هو تنزيل من رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب محمد ليكون من المنذرين ..

سورة التكوير [٨١: ١٧]

﴿وَالَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾:

﴿وَالَّيْلِ﴾: الواو واو القسم، يقسم الله بالليل إذا عسعس، وجواب القسم: إنّه لقول رسول كريم.

﴿وَالَّيْلِ إِذَا﴾: ظرفية شرطية تدل على حتمية الحدوث.

﴿عَسْعَسَ﴾: قيل: تعني أقبل، وقيل: أدبر، لها معنيان متضادان؛ أي: عسعس من ألفاظ الأضداد: أي والليل إذا أقبل بظلامه، أو الليل إذا أدبر ظلامه، وقيل: العسعسة رقة الظّلام؛ أي: انخفاض درجة سواد الليل في بدئه وفي نهايته، فالليل لا يكون حالك السواد في بدايته أو نهايته، فالعسعسة بداية الليل وآخره، وتبادل الليل والنهار من الأمور الفريدة لجعل كوكب الأرض صالحاً للحياة؛ لأن الغالبية

<<  <  ج: ص:  >  >>