{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ}: الواو استئنافية، ما النّافية لجميع الأزمنة؛ أي: ما علمناه الشّعر في الماضي ولا الحاضر ولن يتعلمه في المستقبل، وما علّمناه نحن ولا غيرنا، وهاء الضّمير تعود على رسول الله محمّد -صلى الله عليه وسلم-، وما علّمناه الشّعر: عن طريق الوحي ولا إرسال معلم بشر.
{وَمَا يَنبَغِى لَهُ}: لا يصلح له الشعر ولا يصحّ له ولا يستقيم أن يكون شاعراً ولا يليق به.
{إِنْ}: نافية، وأقوى في النّفي من ما النّافية؛ أي: ما هو.
{ذِكْرٌ}: ذكر نوع من التذكير يذكر قارئه بخالقه وبأوامره ونواهيه، وبما يحتاجه العبد في دنياه وآخرته، وتبياناً لكل شيء، وليس شعراً وسحراً كما يدّعي الكافرون. ارجع إلى سورة (ص) آية (١) لمزيد من البيان.
{وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}: قرآن بيّن واضح لكلّ قارئ يقرأ القرآن أنّه ليس من قول البشر أو شعراً، وهو واضح أنّه تنزيل العزيز الرّحيم.
وقد وردت أربع آيات في القرآن تقول: إن هو إلا ذكر للعالمين؛ يوسف (١٠٤)، يس (٦٩)، ص (٨٦)، التّكوير (٥)، ووردت آية واحدة:(وما هو إلا ذكر للعالمين) القلم (٥٢)، إن أقوى نفياً وتوكيداً من ما، ووردت آية واحدة في كلّ القرآن تقول:{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}[الأنعام: ٩٠]. ارجع إلى سورة الأنعام لمعرفة الفرق بين ذكر، وذكرى، وللبيان. ثمّ يذكر الله سبحانه مهمة هذا الذّكر وهذا القرآن المبين في الآية (٧٠).