للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذباباً ولا تستطيع إرجاع ما يسلبه الذّباب منهم، فالله سبحانه غني عنهم وعن آلهتهم؛ لأنّه سبحانه هو القوي العزيز.

﴿إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ﴾: إنّ للتوكيد، لقويٌّ: اللام للتوكيد، قويّ: لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السّماء من خلق أو تدبير أو يفوته شيء، العزيز: الّذي لا يُغلب ولا يُقهر، والممتنع لا يناله أحد بسوء، فهو الإله الحق واجب الوجود الّذي يستحق أن يُعبد وحده ولا يُعصى؛ لأنّه هو القوي العزيز وغيره الضعيف العاجز.

سورة الحج [٢٢: ٧٥]

﴿اللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾:

﴿اللَّهُ يَصْطَفِى﴾: أي: يختار، وتقديم الفاعل على الفعل بدلاً من قوله يصطفي الله، قال: (الله يصطفي) يفيد الاختصاص؛ أي: هذا الفعل خاص بالله وحده وليس أنتم تختارون. ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٤٤) لمزيد في معنى الاصطفاء والاختيار.

﴿مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا﴾: من: اسم جنس؛ أي: من جنس الملائكة رسلاً، لتبليغ الوحي وغيره، مثل جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت.

﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾: أي: من جنس النّاس؛ أي: الأنبياء والرسل.

وتقديم (من الملائكة) (ومن النّاس) تفيد الحصر؛ أي: حصراً من الملائكة أو حصراً من النّاس.

﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾: إنّ: للتوكيد، سميع: لما يُقال، والسّمع متعلق بالأصوات والأقوال، بما في ذلك في السر والنجوى والعلن والخفاء.

﴿بَصِيرٌ﴾: متعلق بالأفعال؛ أي: بما يفعلُه خلقهُ، وبصير بما يجري في سمواته وأرضه لا تخفى عليه خافية.

<<  <  ج: ص:  >  >>