للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾: من الضّأن اثنين ومن المعز اثنين، ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين. ارجع إلى سور الأنعام آية (١٤٣).

﴿يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ﴾: يخلقكم في بطون أمهاتكم من نطفة، ثم من علقة، ثم مضغة مخلقة وغير مخلقة، ثم مرحلة العظام، ثم يكسو العظام لحماً.

﴿فِى ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ﴾: قيل ظلمة البطن (جدار البطن)، وظلمة الرّحم (جدار الرّحم)، وظلمة الأغشية المحيطة بالجنين الغشاء غشاء المشيمة، والغشاء الأميونسي، وقيل: الظّلمات الثّلاثة: ظلمة جدار الرّحم وظلمة الغشاء الأميونسي والغشاء الكريوني، وسُمِّيت ظلمة لعدم وجود النّور مثل ظلمة الليل، والظّلمة قد تعني: السّكون والهدوء (في الرّحم).

﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ﴾: ذلكم: ذا اسم إشارة واللام للبعد والتّعظيم والكاف للمخاطب، أي: الّذي خلقكم في ظلمات ثلاث وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج هو الله ربكم، فهذا الخلق والقدرة تدل على عظمته ووحدانيَّته، ولذلك بدأ بقوله: (الله) أي: المعبود والإله الحقيقي الّذي يستحق العبادة وحدَه؛ لأنه خلقكم وأنزل لكم من الأنعام.

﴿رَبُّكُمْ﴾: الّذي خلقكم ورزقكم ومربيكم ومدبِّر أموركم، فجمع الألوهية والرّبوبية معاً في هذه الآية. وذلكم: تفيد التعظيم، وأوسع معنى للجمع من ذلك وآكد.

﴿لَهُ الْمُلْكُ﴾: له تقديم الجار والمجرور يفيد الحصر، له: اللام لام الاختصاص، له الملك: له الحكم والملك (فهو الحاكم والمالك).

<<  <  ج: ص:  >  >>