والحديث: يعني: الخبر أو الأخبار، ويستدعي أنّ هناك محدثاً ومشاركاً وسُمِّي بالحديث؛ لأنّ النّاس يتحدثون به دائماً وما يتجدَّد ويتكرَّر.
﴿أَنْتُمْ﴾: للتوكيد.
﴿مُّدْهِنُونَ﴾: من الإدهان وهو في الأصل دهن الجلد بالدّهن أو ما يشابه ذلك ليلين، ومنه اشتقت المداهنة: أي: التهاون في الأمر، أيْ: يلين جانبه مما يؤدِّي إلى التّنازل والتّلاين أو المدارة في أمر الدّين لأجل شيء من دنياه، وقد تشتد المداهنة، وتصل إلى درجة النّفاق فقيل: المدهن الذي ظاهره خلاف باطنه؛ أي: تلينون القول للمكذبين به أو متهاونون به (غير مبالين) بمن كذب به.
كلمة رزقكم تعني: شكركم؛ لأنّ شكر الرّزق سبباً لزيادته فأطلق السّبب، وأريد به المسبب وهو الشّكر، أيْ: وتجعلون شكركم لله بإنزال القرآن عليكم أنّكم تكذبون به وتعرضون عنه، فماذا أنتم فاعلون حين تبلغ أرواحكم الحلقوم، أو تجعلون شكر رزقكم المطر من السّماء أن تقولوا مطرنا بسبب كذا. أي: الشرك بالله. وتكذِّبون بصيغة المضارع لتدل على التّجدُّد والتّكرار.
سورة الواقعة [٥٦: ٨٣]
﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾:
﴿فَلَوْلَا﴾: الفاء للتوكيد، لولا: أداة حضٍّ وحثٍّ، كلّها تعني التّحدِّي.
﴿إِذَا﴾: شرطية تفيد الحتمية.
﴿بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾: أيْ: بلغت روح المريض أو المحتضر، وهي تنتزع من