للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفصل: مشتق من جعل بينهما حاجزاً؛ أي: يجعل بينهما مسافة كأن يذهب أحدهم إلى الجنة والآخر إلى النار وينتهي الأمر.

سورة السجدة [٣٢: ٢٦]

﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِم مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِى مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ﴾:

﴿أَوَلَمْ﴾: الهمزة للاستفهام، ولم يقل أفلم يهد لهم، ولم يقل أولم يروا، ما هي الفروق؟

١ - الفرق بين أولم يهد لهم وأفلم يهد لهم: الفاء تستعمل عادة إذا كان ما قبلها سبب ما بعدها، والفاء أكثر توكيداً وتهديداً أو توبيخاً.

٢ - الفرق بين أولم يهد لهم وأولم يروا: أولم يهد لهم تستعمل في سياق الآخرة عادة مثل العقوبات أو الأمور الّتي تحتاج إلى تفكير وتدبر.

بينما أولم يروا تأتي في سياق عقوبات الدّنيا أو الأمور الدنيوية.

﴿يَهْدِ لَهُمْ﴾: لهم: كفار قريش ولغيرهم، لمَ لا يتفكرون ويتبين لهم.

والهداية تحتاج إلى ثلاثة عوامل: هادٍ ومهديٍّ والشيء المهدى إليه أو الغاية من الهداية، والهداية تحتاج إلى علم وتفكر ورؤية مشتركة (بصرية وقلية).

﴿كَمْ أَهْلَكْنَا﴾: كم الخبرية وتفيد الكثير، وكم للسؤال عن العدد.

﴿مِنْ قَبْلِهِم﴾: من تفيد ابتداء الغاية، من: تعني من زمن قريب، وفيها تهديد ووعيد أشد من قوله: قبلهم بدون إضافة من، (وتحتمل الزّمن القريب أو البعيد)، بينما (من قبلهم) للتّذكير بإهلاك القريب، فيه تهديد أكبر من التّهديد

<<  <  ج: ص:  >  >>