﴿قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَ نَّا عَلَى يُوسُفَ﴾: نداء فيه استعطاف؛ لنيل المراد، واستعملوا يا النّداء للبعد؛ فقد ينادى القريب بما هو للبعيد، وقولهم:
﴿مَا لَكَ﴾: ما: استفهامية؛ فيها معنى الحث، ويبدو من قولهم: أنّ أباهم يعقوب ﵇ كان يحرص على يوسف، ولا يتركه يلعب، أو يخرج معهم، أو كان يرفض الاستجابة لطلبهم بما يتعلق بشأن يوسف.
﴿لَا تَأْمَ نَّا﴾: لا: النّافية.
﴿تَأْمَ نَّا﴾: فترسله معنا، أو لما تخاف على يوسف منا.
﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾: أي: اتركه يخرج معنا غداً في اليوم القادم، وإخوة يوسف يخرجون للرعي، والعمل، ويوسف لا زال طفلاً يخرج معهم لكي يرتع ويلعب، الرّتع: يعني الأكل والشّرب كما يشاء؛ أي: يأكل ويشرب ويتنزه.
﴿وَيَلْعَبْ﴾: واللعب من الأمور المستحبة إلى الأطفال تحت سن التّكليف.