أيْ: إفكهم لم يتوقف بأن زعموا الملائكة بنات الله أو أنّ الملائكة إناثاً، بل طغى إلى قولهم: وَلَدَ الله أن نسبوا لله الولد فقالوا: المسيح ابن الله أو العزير ابن الله، فردَّ الله عليهم سبحانه:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص: ١-٤].
وقولهم:{وَلَدَ اللَّهُ}: أشد سوءاً وطغياناً من قولهم {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}[البقرة: ١١٦] اتخذ الله ولداً يعني: تبنى الله ولداً وهي أهون من وَلَدَ الله، ورد الله سبحانه عليهم بقوله:{مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا}[الجن: ٣].
{وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}: إنّ للتوكيد واللام في كلمة لكاذبون لزيادة التّوكيد، وكاذبون: تفيد أنّ صفة الكذب ثابتة عندهم ومستمرة.