للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ماء، ومجوف ووسطها، وغيابة: ما غاب من جوانبه عن النّظر، ويستتر ما يختبئ فيه.

إذن: غيابت الجب: هي المنطقة المخفية عن العيون، أو هو قعره، (وغيابة كلّ شيء قعره).

﴿يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾: جمع سيار: وهو كثير السّير؛ أي: المسافر، فالسّيارة؛ أي: المسافرين، أو الجماعات المسافرة.

﴿إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ﴾: إن: شرطية تدل على الافتراض، أو الاحتمال، والشّك.

﴿فَاعِلِينَ﴾: قوله: فاعلين جملة اسمية تدل على الثبوت؛ ثبوت أن اقتراحه سيعمل به، ولن يرفض.

وفي هذه الآية أمران: الأوّل: إلقاؤه في غيابة الجب؛ بحيث يلتقطه بعض السّيارة، إذن: ليس في نيتهم قتل يوسف، وإنما التّخلص منه بدفعه في البئر، والالتقاط عادة يكون لشيء نافع؛ أي: يلتقطه بعض السّيارة لينتفعوا به في أمرٍ ما فهذه الجريمة أقل من جريمة القتل، والجب كما قلنا بئر غير عميقة من تراب مجوف وسطها لا يكون فيها حجارة تؤذي يوسف.

سورة يوسف [١٢: ١١]

﴿قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَ نَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾:

بعد أن تم الاتفاق بين الإخوة على إلقاء يوسف في غيابة الجب؛ جاؤوا إلى أبيهم، وقال أحدهم، وأمَّن الباقون على قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>