للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسوى أحدهما الآخر، والسّواء: العدل، ويقال للعدل: سواء؛ كقوله: ﴿تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ [آل عمران: ٦٤]؛ أي: كلمته عدل وإنصاف.

﴿أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا﴾: أي: يستوي الأمران: الجزع، أو الصّبر هنا لا يغنيان شيئاً في هذا الموقف. والجزع: هو ضعف النّفس على تحمل المكروه، وهو عكس الصّبر، والصّبر: القدرة على تحمل المكروه، أو الأمر الملقى إليه.

﴿أَجَزِعْنَا﴾: أجزعنا: الهمزة: للتسوية.

﴿أَمْ﴾: للإضراب الانتقالي؛ فهم أدركوا الجزع لا يفيد، والصّبر لا يفيد أيضاً مما يؤدي بهم إلى القنوط.

﴿مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ﴾: ما: النّافية.

﴿لَنَا﴾: اللام: لام الاختصاص؛ لنا: نحن خاصة.

﴿مِنْ﴾: استغراقية تستغرق كلّ محيص.

﴿مَحِيصٍ﴾: منجى، ملجأ، أو مهرب، والمحيص: اسم مكان؛ أي: ما لنا من مكان نهرب إليه، أو نلجأ إليه، وفلان حايص: أي: لا يجد مكاناً يرتاح فيه؛ فيحاول الهرب.

سورة إبراهيم [١٤: ٢٢]

﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِىَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِىَّ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾:

﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِىَ الْأَمْرُ﴾: لما: ظرف زماني؛ بمعنى: حين، وتتضمن معنى الشّرط، قال الشّيطان: إبليس لأتباعه من الإنس، ولمعرفة معنى كلمة الشّيطان: ارجع إلى الآية (٣٦) من سورة البقرة للبيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>