للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو ثلاثة (أي جاءهم الموج من كل مكان) ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ﴾ [يونس: ٢٢]. وأيقنوا بالهلاك ولا أحد يأتي لإنقاذهم.

﴿دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾: دعوا الله رغم كفرهم وشركهم، دعوا الله: دعاء من الفطرة التي فطر النّاس عليها.

مخلصين: جمع مخلص؛ أي: مطيعين تائبين منيبين، وقدّم كلمة (له) على الدين التي تدل على الوحدانية له وحده.

دعاء المضطر؛ أي: دعوا الله في حالة الشدة والكرب حيث تذكروا الخالق وهو سبحانه يجيبهم وينجيهم.

﴿فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ﴾: الفاء للترتيب والمباشرة، نجاهم: أنقذهم وأخرجهم من كربهم وهلاكهم، وهو سبحانه يعلم منذ الأزل أنهم سيعودون إلى ما كانوا عليه من الشّرك ويجحدون ومع ذلك تركهم ينجون؛ ليقيم عليهم الحجة يوم القيامة، وأنه أرحم الراحمين.

نجاهم: أي تركهم لفترة من الزّمن يلاقون العذاب أو الخوف، ولم يقل أنجاهم التي تعني بسرعة وزمن قصير، نجاهم: تعني ببطء لعلهم يتذكرون ذلك فيما بعد، فما حدث: أنه ارتدع وتاب قسم منهم والقسم الآخر عادوا إلى الكفر والشرك وخانوا عهدهم.

﴿فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ﴾: له عدَّة معانٍ:

موفٍ بما عاهد الله عليه في البحر عند الغرق من الإيمان بالله والإخلاص وعدم الشرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>