القرآن: نجد أن (الذين آتيناهم الكتاب): تأتي في سياق المدح والتفضيل والثناء، وأما (الذين أوتوا الكتاب) تأتي في سياق الذم والتوبيخ.
﴿يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾: من الآيات، والذّكر الحكيم (القرآن)؛ لأنّه موافق لما جاء في كتبهم، وهذا الفرح من الفرح المحمود. ارجع إلى سورة آل عمران آية (١٧٠) لبيان معنى الفرح وأنواعه. انظر كيف قال تعالى:(يفرحون) ولم يقل يؤمنون؛ فقد يكون مجرد فرح (سرور) لبعضهم، ثم ما لبثوا أن كفروا به؛ لأنك لم تتبع ملتهم.
﴿بِمَا﴾: الباء: للتعليل، أو السّببية، بما أنزل عليك يا محمّد ﷺ، والفرح عادة يكون عندما يحقق الإنسان أمراً طيباً جلب له النّفع، وهناك فرق بين: أنزل عليك، و: أنزل إليك. ارجع إلى الآية (٤) من سورة البقرة.
﴿وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ﴾: من: ابتدائية بعضية؛ أي: بعض الأحزاب. والأحزاب: جمع حزب؛ أي: طائفة متحزبة مجتمعة على هدف، أو أهداف من الّذين تحزبوا من المشركين من أهل مكة، ومن حولهم من الأعراب، أو أهل الكتاب: اليهود.
﴿يُنْكِرُ بَعْضَهُ﴾: مثل: نبوة محمّد، أو ما جاء في وصف النّبي المرتقب، أو ينكر ما جاء في رجم المحصن، أو ما جاء به في البعث، والحساب. ارجع إلى سورة الأعراف، آية (٥١)؛ لبيان معرفة معنى: الجحود، والإنكار، والفرق بينهما.