للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

متوسط بين الكفر والإيمان، إذا تعرّض لكرب تاب ورجع، وإذا لم يتعرّض ضعف إيمانه.

وقيل: المقتصد من يخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً.

أو يؤدي فقط الفرائض ولا يزيد عليها.

﴿وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ﴾: ما: النافية؛ يجحد: الجحد: هو إنكار الشيء المشاهد أو الظاهر، والختّار الكفور، الختّار: غدّار؛ أي: خائن العهد الّذي قطعه على نفسه عندما أصابه الكرب، كفور: صيغة مبالغة من الكفر؛ أي: كثير الكفر، وما: الواو استئنافية، ما: النّافية. يجحد بآياتنا: الجحود يكون للآيات الظاهرة أو الشيء الظاهر، وهو إنكار متعمد لما رآه وشاهده يوم أصابه الكرب من الآيات الدالة على عظمة الله ورحمته وربوبيته وتوحيده، والإنكار يكون للظاهر والباطن؛ أي: يعلم ويرى هذه الآيات حقاً ويجحد بها. إلا: أداة حصر.

﴿كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ﴾ ختّار: صيغة مبالغة من الفعل ختر؛ أي: غدار وخداع، أو خائن للعهد الّذي قطعه على نفسه وكثير الكفر.

لنقارن هذه الآية (٣٢) من سورة لقمان وهي قوله تعالى: ﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ﴾ مع الآية (٦٥) من سورة العنكبوت وهي قوله تعالى: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِى الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾.

في آية لقمان الخطر والتهديد أو الكرب أشد وأكبر مما أصاب المشركين في آية العنكبوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>