للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحرمة أيِّ شهر تمثل حرمة الأشهر كلها، ولا يختلف عنها.

﴿وَلَا الْهَدْىَ﴾: أيْ: لا تحلوا الهدي؛ أيْ: لا تتعرضوا للهدي بالسرقة، أو الحبس، ومنعه من الوصول إلى محلها؛ أي: المواضع الذي يحل فيه إراقة دمه، أو تأكلونه في الطريق إلى مكة.

﴿الْهَدْىَ﴾: ما يُهدى إلى البيت الحرام؛ تقرباً إلى الله تعالى.

والهدي: جمع هدية، فالحرم المكي كان قديماً بواد غير ذي زرع، ولم تكن به حيوانات كثيرة، أو أطعمة متوافرة، فكانوا يأتون بالهدي؛ للطعام، وإطعام الآخرين، ويذبحون في منى.

﴿وَلَا الْقَلَائِدَ﴾: أي: الأنعام المقلدة بالقلائد عند إهدائها للبيت.

والقلائد: جمع قلادة، وهو ما يعلق بالرقبة؛ رقبة الهدي؛ ليُعلم أنها مهداة للبيت؛ إذ كانوا قديماً يضعون هذه القلادة في رقبة الهدي؛ حتى يعلم أنه مهدى إلى الحرم، فلا يتعرضون له بالأذى، والسرقة.

لا تحلوها: أيْ: لا تأخذوها غصباً، أو تزيلوا القلادة من رقبتها.

﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا﴾:

﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾: أيْ: تمنعون القاصدين، والقادمين إلى البيت الحرام للحج، والعمرة من الوصول إليه للعبادة، ولم يذكر مكة أو بكة؛ لأن قاصدين مكة قد يكون للتجارة أو غيرها، ولنعلم أن هذه الآية نزلت قبل نزول آية: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾ [التوبة: ٢٨].

إذن يستثنى من ذلك أي مشرك، أو غير مسلم؛ فهؤلاء يمنعون من أن يقربوا المسجد الحرام، كما بيَّن رسول الله .

<<  <  ج: ص:  >  >>