فلما جاءهم نذير كما تمنَّوا وهو رسول الله ﷺ ما زادهم إلا نفوراً (بُعداً عن الدِّين والحقِّ).
﴿اسْتِكْبَارًا فِى الْأَرْضِ﴾: ازدادوا نفوراً بسبب استكبارهم ولم يقبلوه ورفضوا اتباعه والتّصديق به. والألف والسين والتّاء في استكباراً تفيد الطلب أو تظاهروا بالكبر وعظم شأنهم فوق ما يستحقون.
﴿وَمَكْرَ السَّيِّئِ﴾: هذا هو السّبب الثّاني، الأول: كان الاستكبار في الأرض، والمكر: هو التّدبير الخفي لإيقاع الضّرر بالغير من غير أن يعلم الممكور به. وهنا يعني إيقاع الأذى برسول الله ﷺ ومن آمن معه ليردُّوهم عن دينهم والتّآمر عليهم، كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ﴾ [الأنفال: ٣٠].
ومكر السيِّئ: يدل على تكرار المكر السّيِّئ (أيْ: ماكرين) جملة اسمية تدل على الثّبوت.
﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾: يحيق: يحيط إلا بهم أو تنزل عاقبة المكر السّيِّئ عليهم، كما بيَّن ذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم﴾ [يونس: ٢٣].
لا: النّافية، يحيق: من حاق، أيْ: أحاط، إلا: أداة حصر، بأهله: بمن يقومون به.