للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حصر، نفوراً: زيادة في الضّلال والبغي والبعد عن الحق ونفر عن الشّيء: تجافى عنه وابتعد، أيْ: جافوا وابتعدوا عن رسول الله .

سورة فاطر [٣٥: ٤٣]

﴿اسْتِكْبَارًا فِى الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا﴾:

فلما جاءهم نذير كما تمنَّوا وهو رسول الله ما زادهم إلا نفوراً (بُعداً عن الدِّين والحقِّ).

﴿اسْتِكْبَارًا فِى الْأَرْضِ﴾: ازدادوا نفوراً بسبب استكبارهم ولم يقبلوه ورفضوا اتباعه والتّصديق به. والألف والسين والتّاء في استكباراً تفيد الطلب أو تظاهروا بالكبر وعظم شأنهم فوق ما يستحقون.

﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزّخرف: ٣١].

﴿وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِى فِى الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: ٧].

﴿وَمَكْرَ السَّيِّئِ﴾: هذا هو السّبب الثّاني، الأول: كان الاستكبار في الأرض، والمكر: هو التّدبير الخفي لإيقاع الضّرر بالغير من غير أن يعلم الممكور به. وهنا يعني إيقاع الأذى برسول الله ومن آمن معه ليردُّوهم عن دينهم والتّآمر عليهم، كما قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ﴾ [الأنفال: ٣٠].

ومكر السيِّئ: يدل على تكرار المكر السّيِّئ (أيْ: ماكرين) جملة اسمية تدل على الثّبوت.

﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾: يحيق: يحيط إلا بهم أو تنزل عاقبة المكر السّيِّئ عليهم، كما بيَّن ذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم﴾ [يونس: ٢٣].

لا: النّافية، يحيق: من حاق، أيْ: أحاط، إلا: أداة حصر، بأهله: بمن يقومون به.

<<  <  ج: ص:  >  >>