{وَهُدُوا}: أي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات الّذين أدخلوا في الجنات الّتي تجري من تحتها الأنهار. هدوا: من الّذي هداهم؟ كما بيّنه الله تعالى في سورة يونس آية (٩): يهديهم ربهم بإيمانهم.
يهديهم إلى الطيب من القول؛ أي: إلى أفضل القول والدعاء من الحمد والثناء والسلام كقولهم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ}[الزمر: ٧٤]، و: الحمد لله {الَّذِى أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ}[فاطر: ٣٥]، و:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}[فاطر: ٣٤]، و: لا إله إلا الله، {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[يونس: ١٠]، وغيره من القول الطيب؛ أي: المبارك. من: البعضية.
{وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}: وهدوا: تكرار؛ هدوا: يفيد التّوكيد؛ أي: أُرشدوا ودُلّوا إلى صراط الحميد: الصّراط المستقيم الموصل إلى الجنة أفضل الطرق على الإطلاق، الحميد: اسم من أسماء الله الحسنى؛ أي: أهل الثناء والحمد الدال على الخيرات، وثبتت له صفة الحمد وسماه صراط الحميد.
وانتبه إلى قوله في هذه الآية: صراط الحميد، بينما في الآيات الأخرى:{إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، صراط الحميد:(كما جاء في سورة الحج) ولم يذكر العزيز؛ لأنّها آية في سياق الآخرة؛ لأنّه ليس في الآخرة تكاليف أو مخالفة لأمر الله تعالى كما هو الحال في الدّنيا، فلا حاجة لذكر العزيز الّذي يَغلب ولا يُغلب ويَقهر ولا يُقهر والممتنع على عباده.
وأما صراط العزيز الحميد: جاء في سورة إبراهيم آية (١)، وسورة سبأ آية (٦)، هذه الآيات جاءت في سياق الدّنيا فذكر فيها العزيز الحميد.