بعد أن ذكر الله خلق السّموات والأرض والليل والنّهار، وجعل الأرض قراراً والسّماء بناء، وصوركم وأحسن صوركم، فهو سبحانه قادر على أن يريكم آيات أخرى دالة على قدرته وعظمته وإلوهيته وربوبيته.
{فَأَىَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ}: الفاء للتوكيد؛ أي: استفهام إنكاري للتوبيخ والتّعجب؛ أي: هذه الآيات الدّالة على كمال قدرته وأنّه الإله الحق الّذي يستحق أن يعبد وحده، وأنتم تنكرون.
أي: ولم يقل أية، جاء بصيغة الكثرة مع أنّ الآيات مؤنثة؛ لأنّ (أي) تدل على الكثرة، وأية تدل على القلة؛ أي قلة آيات الله.
{تُنْكِرُونَ}: الإنكار: يكون عادة للأشياء الظّاهرة والباطنة، ويكون مع العلم وغير العلم به.
أي: كلّ الآيات واضحة وظاهرة لا يجوز لكم إنكارها لا بشكل ظاهر وعلني؛ أي: بألسنتكم وأفعالكم، ولا بشكل باطني؛ أي: بقلوبكم وصدوركم.
ولمعرفة الفرق بين الإنكار والجحد ارجع إلى الآية (١٤) من سورة النّمل.