﴿تُؤْتُوا﴾: أيْ: تعطوا: من الإيتاء: وهو أعم من العطاء؛ ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٥١) للمزيد من البيان، والفرق بين الإيتاء والعطاء.
﴿السُّفَهَاءَ﴾: جمع سفيه: هو المصاب بقصور عقلي، والسفيه: من لا يحسن التصرف بماله بحكمة مما يؤدِّي إلى ضياع ماله، كأن يكون مبذراً، أو ينفق أمواله على الحرام وغيرها، والسفيه قد يكون ذكراً، أو أنثى، وحين يكون المرء سفيهاً يجب الحجر على هذا السفيه (من قواعد الفقه)، فتنتقل إدارة أمواله، أو الملكية إلى أحد أقاربه مثل عمه؛ ليصبح وصياً عليه، فيعطيه كل شهر ما يحتاجه. ولذلك قال سبحانه: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ﴾، وفي الحقيقة هي أموال السفهاء.
وقوله: ﴿أَمْوَالَكُمُ﴾: ليهتم كل وصي بالمحافظة على مال وصيه؛ وكأن المال ماله (وهو في الحقيقة مال اليتامى، والسفهاء، والمحجور عليهم).
وقالوا: إن الله جعل مال الفرد مالاً للمجتمع كله، فهو يمتلكه، ولكن ينتفع به الفقير، والتاجر، والمجتمع.
﴿الَّتِى جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾: أي: الأموال قوام الحياة، وسبب إصلاح الأمور؛ لأنهم إذا ضيعوها بالإسراف؛ أصبحوا عالة على غيرهم، وعلى المجتمع، ولذلك يقتضي تثميرها، وتنميتها، وإدارتها بحكمة.