للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾: كفى بالله قيِّماً على خلقه، ومدبِّراً لهم، وتقديم الجار والمجرور لفظ الجلالة: ﴿بِاللَّهِ﴾: تدل على الحصر والقصر؛ كفى به وكيلاً، ولا تحتاج إلى سواه. ارجع إلى الآية (١٣٢) من نفس السورة؛ لمزيد من البيان، وسورة الأعراف، آية (٨٩).

سورة النساء [٤: ١٧٢]

﴿لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا﴾:

﴿لَنْ﴾: لنفي المستقبل القريب والبعيد.

﴿يَسْتَنكِفَ﴾: الاستنكاف: هو التكبر والامتناع؛ فهو أشد من الاستكبار من يأنف، وأصله في اللغة: النكف، ونكف الدمع، النكف: عملية حسية، تتمثل في مسح الدمع بأصبعه من خدِّه مخافة أن يراه الناس باكياً؛ لأن البكاء من الرجل يُعدُّ ضعفاً، أو عيباً، فيحاول عدم إظهار دمعه للناس، وقيل: الاستنكاف: عدم الإقرار بالعبودية، والاستكبار؛ أيْ: عدم القيام بالطاعة تكبراً.

فالمسيح لا يرى في نفسه عيباً أن يكون عبداً لله، أو يأنف، أو يترفَّع عن عبوديته، وطاعته لله تعالى. وعبداً لله: من جملة العبيد، أو العباد، ولم يقل: عبد الله؛ لدل ذلك على التشريف والتخصيص، كما قال تعالى في سورة الجن آية (١٩): ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ﴾؛ أي: رسول الله محمد .

﴿وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ﴾: لا يستنكفون، ولا يستكبرون أن يكونوا عباداً لله.

وهم: حملة العرش، أو الحافُّون حول العرش، ويطلق عليهم العالون، أو الكربيون.

<<  <  ج: ص:  >  >>