للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الزّمر [الآيات ٦ - ١٠]

سورة الزمر [٣٩: ٦]

﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِى بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِى ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾:

﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾: أيْ: خلقَ آدم وخلقَ حواء وخلق كلّ باقي الإنس من نفس واحدة، أيْ: من ذات واحدة من أصل واحد. ارجع إلى سورة النّساء آية (١) والأعراف آية (١٨٩) للبيان.

﴿ثُمَّ﴾ ليست للترتيب والتّراخي، وإنما للتباين في الصّفات، أيْ: رغم أن النّفوس متشابهة في الأصل تبقى مختلفة في الطباع والفطرة، مثل تغليب العاطفة على العقل في الأنثى بشكل عام، ومن ناحية الحب والكراهية وغيرها.

﴿جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾: الجعل هو مرحلة بعد الخلق؛ أي: خلقه ثم جعله، والجعل من جعل؛ أي: صيَّر.

﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ﴾: وأنزل لكم: أي: خلق لكم من الأنعام ثمانية أزواج، والإنزال يجب أن لا ينظر إليه كجهة فقط فالإنزال قد يأتي بمعنى إنزال الماء (المطر) الّذي يسبب النّبات والعشب الّذي تعيش وتتغذَّى به الأنعام فهو سبب عيشها، أو بمعنى أنزل الشّفرة أو الصّفات الوراثية لهذه الأنعام بأن جعل لكلّ زوج صفاته الخاصة به، وقد تعني: أنزلها من جنة أخرى، ولا تعني: جنة الخلد التي في السماء إنما جنة مثل جنة آدم. (جنة على الأرض)، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>