﴿وَمَنْ حَوْلَهَا﴾: من: استغراقية تشمل كلّ القرى حولها، الحول هو المحيط، فكلمة (حولها) تشمل كلّ مكان؛ أي: العرب وسائر النّاس، وخصوا بالذّكر لأنّهم أوّل المنذَرين، والخطاب وإن كان موجهاً إلى رسول الله ﷺ فالمقصود به أمته أيضاً.
﴿وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ﴾: تكرار (وتنذر) للتوكيد، يوم الجمع: يوم القيامة، وله أسماء كثيرة منها يوم الحشر والجمع والقيامة والتّناد، والفصل والخروج والتّغابن، والصّاخة والحاقة والطّامة وغيرها. وسمي يوم الجمع؛ لأنّ الله سبحانه يجمع فيه الأولين والآخرين من الخلائق كما قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ﴾ [الواقعة: ٤٩ ـ ٥٠]، ﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ﴾ [المرسلات: ٣٨].
﴿لَا رَيْبَ فِيهِ﴾: لا: النّافية، ريب فيه: الرّيب: الشّك والتّهمة؛ لأنّهم يشكون في قيامه ويكذبون رسول الله ﷺ وآيات الله.
﴿فَرِيقٌ فِى الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِى السَّعِيرِ﴾: بعد الجمع يحصل الحساب والجزاء والقضاء، ثم الفصل والتّفرق: يتفرقون فريق في الجنة وفريق في السّعير.