للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التربية أو تطلق على الجد أو على العم، وكلمة الأبوين تستعمل في المواريث مثلاً وغيرها.

﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾: لم يذكر في هذه الآية ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً أو حسناً وحذف (كلاهما) لأنه سيذكر بعد قليل: (أن اشكر لي ولوالديك) والشكر يدل على الإحسان أو يقوم مقام الإحسان.

﴿وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾: الوهن هو الضعف، هو يعني: وهن مستمر، وهن الحمل الّذي يستمر حتى الولادة فكلما نما الجنين وكبر استمد من أمه ما يحتاجه للنمو وشاركها في غذائها وما تصاب به من تعب وإعياء واختلاطات الحمل وهكذا حتى يولد، وبعد الولادة يأتي وهن الرضاعة والسهر عليه وتربيته، وهكذا وهن على وهن.

وفي آية الأحقاف (١٥) قال: (حملته كرهاً ووضعته كرهاً). ارجع لآية الأحقاف للبيان.

﴿وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ﴾: أي فطامه في عامين (٢٤ شهراً). ولم يقل سنتين، لأن القرآن يستعمل العام في سياق الخير والبركة، والسنة تستعمل للشدة والضيق، وفي آية الأحقاف (١٥) قال تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾.

فإذا طرحنا (٢٤) شهراً من ثلاثين شهراً يكون الفرق بينهما (٦) أشهر وهذا يدل على أن الجنين قابل للحياة بعد (٦) أشهر فقط من الحمل. ويحتاج طبعاً إلى المساعدة والرعاية الطبية الخاصة، وهذا من بينات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الدالة على أن هذا القرآن منزل من عند الله تعالى.

﴿وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ﴾: في ظرفية؛ تعني: في يد الأم فقد يحدث الفطام أو الفصال قبل عامين، ولم يذكر مدة الحمل؛ لأن ذلك ليس بيدها فقد تزيد أو

<<  <  ج: ص:  >  >>