للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طرحوا اللحم للبزا (١) … ة على ذروتي عدن (٢)

ثم لاموا البزاة إذ … خلعوا منهم الرسن

لو أرادوا صلاحنا … ستروا وجهك الحسن

قال ابن عقيل: من قال هذا فقد أخطأ طريق الشرع، لأنه يقول: ما خلق الله ﷿ هذا الإنسان إلا للافتتان به، وليس كذلك، وإنما خلقه للاعتبار والامتحان، فإن الشمس خلقت لتضيء لا لتعبد.

و باسناد عن أحمد بن محمد النهاوندي يقول: مات للشبلي ابن ولد كان أسمه عليا، فجزت أمه شعرها عليه، وكان للشبلي لحية كبيرة فأمر بحلقها جميعها، فقيل له: يا أستاذ ما حملك على هذا؟! فقال: جزت هذه شعرها على مفقود، ألا أحلق أنا لحيتي على موجود.

وبإسناد عن عبد الله بن علي السراج قال: ربما كان الشبلي يلبس ثيابا مثمنة ثم ينزعها ويضعها فوق النار * قال: وذكر عنه أنه أخذ قطعة عنبر فوضعها على النار يبخر بها ذنب الحمار. وقال بعضهم: دخلت عليه فرأيت بين يديه اللوز والسكر يحرقه بالنار، قال السراج: إنما أحرقه بالنار لأنه كان يشغله عن ذكر الله.

قلت: اعتذار السراج عنه أعجب من فعله.

قال السراج: وحكى عنه أنه باع عقارا ففرق ثمنه، وكان له عيال فلم يدفع إليهم شيئا، وسمع قارئا يقرأ ﴿أخسئوا فيها﴾ (المؤمنون: ١٠٨) (٣) فقال: ليتني كنت واحدا منهم

قلت: وهذا الرجل ظن أن الذي يكلمهم هو الله تعالى، والله لا يكلمهم، ثم لو كلمهم لكلمهم كلام إهانة، فأي شيء هذا حتى يطلب

قال السراج: وقال الشبلي يوما في مجلسه: إن لله عبادا لو بزقوا على جهنم لاطفؤوها.

قلت: وهذا من جنس ما ذكرناه عن أبي يزيد وكلاهما من إناء واحد.

وبإسناد عن أبي علي الدقاق يقول: بلغني أن الشبلي اكتحل بكذا


(١) البزاة: الصقور.
(٢) عدن: اسم مكان في بلاد العرب.
(٣) أي في النار.

<<  <   >  >>