للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، ثنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدرى، نا أبو أحمد محمد بن الغطريف ثنا أبو بكر الذهبي، ثنا حميد بن الربيع، ثنا عبده بن حميد، عن الأعمش، عن جرير بن حازم، عن أيوب عن أبي قلابة بلغ به أن ناسا من أصحابه أحتموا النساء واللحم اجتمعوا، فذكرنا ترك النساء واللحم فأوعد فيه وعيدا شديدا. وقال: «لو كنت تقدمت فيه لفعلت. ثم قال: إني لم أرسل بالرهبانية، إن خير الدين الحنيفية السمحة (١)».

قال المصنف : وقد روينا في حديث آخر عن النبي أنه قال: «ان الله ﷿ يجب أن يرى آثار نعمته على عبده في مأكله ومشربه (٢)». وقال بكر بن عبد الله: من أعطى خيرا فرؤي عليه سمي حبيب الله محدثا لنعمة الله ﷿. ومن أعطى خيرا فلم ير عليه سمى: بفيض الله ﷿ معاديا لنعمة الله ﷿.

[فصل نهينا عنه من التقلل الزائد في الحد]

قال المصنف : وهذا الذي نهينا عنه من التقلل الزائد في الحد. قد انعكس في صوفية زماننا فصارت همتهم في المأكل كما كانت هذة متقدميهم في الجوع، لهم الغداء والعشاء والحلوى، وكل ذلك أو أكثرء حاصل من أموال وسخة، وقد تركوا كسب الدنيا، وأعرضوا عن التعبيد وافترشوا فراش البطالة فلا همة لأكثرهم إلا الأكل واللعب. فان أحس من محسن منهم قالوا: طرح شكرا، وإن أساء مسئ قالوا: استغفر، ويسمون ما يلزمونه إياه واجبا. وتسمية ما لم يسمه الشرع واجبا جناية عليه.

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، نا أحمد بن علي بن ثابت، نا محمد ابن أحمد بن عبد الله بن محمد الحافظ النيسابوري، ثنا أبو زكريا يحيى ابن محمد العنبري، نا أحمد بن سلمة، ثنا محمد بن عبدوس السراج البغدادي، قال: قام أبو مرحوم القاضي بالبصرة يقص على الناس فأبكى، فلما فرغ من قصصه قال: من يطعمنا أرزة (٣) في الله، فقام شاب من المجلس، فقال: أنا، فقال: اجلس يرحمك الله فقد عرفنا موضعك، ثم


(١) والحديث مرسل لان أبا قلابة تابعي
(٢) رواه ابن أبي الدنيا عن علي بن زيد بن جدعان مرسلا وهو ضعيف.
(٣) الارز: حب معروف يطبخ

<<  <   >  >>