للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعداء، فمن لكم بمثلهما رحمة الله عليهما ورزقنا المضي في سبيلهما، ومن أحبني فليحبهما، ومن لم يحبهما فقد أبغضني، وأنا منه بريء، ولو كنت تقدمت إليكم في أمرهما لعاقبت في هذا أشد العقوبة ألا فمن أوتيت به يقول بعد هذا اليوم فإن عليه ما على المفتري، ألا وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ثم الله أعلم بالخير أين هو. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم (١)

أخبرنا سعد الله بن علي، نا الطريثيثي، نا هبة الله الطبري، نا محمد بن عبد الرحمن، نا البغوي، ثنا سويد بن سعيد، ثنا محمد بن حازم، عن أبي خباب الكلبي عن أبي سليمان الهمداني، عن علي كرم الله وجهه، قال: يخرج في آخر الزمان قوم لهم نبز (٢) يقال لهم: الرافضة ينتحلون شيعتنا وليسوا من شيعتنا، وآية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر ، أينما أدركتموهم فاقتلوهم أشد القتل فإنهم مشركون.

ذكر تلبيس إبليس على الباطنية

قال المصنف: الباطنية قوم تستروا بالإسلام ومالوا إلى الرفض وعقائدهم وأعمالهم تباين الإسلام بالمرة، فمحصول قولهم تعطيل الصانع وإبطال النبوة والعبادات وإنكار البعث، ولكنهم لا يظهرون هذا في أول أمرهم، بل يزعمون أن الله حق وأن محمدا رسول الله والدين صحيح لكنهم يقولون لذلك سر غير ظاهر، وقد تلاعب بهم إبليس فبالغ وحسن لهم مذاهب مختلفة ولهم ثمانية أسماء:

الاسم الأول: الباطنية - سموا بذلك لأنهم يدعون أن لظواهر القرآن والأحاديث بواطن تجري من الظواهر مجرى اللب من القشر، وانها بصورتها توهم الجهال صورا جلية، وهي عند العقلاء رموز وإشارات إلى حقائق خفية، وأن من تقاعد عقله من الغوص على الخفايا والأسرار والبواطن والأغوار وقنع بظواهرها كان تحت الأغلال التي هي تكليفات الشرع. ومن ارتقى إلى علم الباطن انحط عنه التكليف واستراح من أعبائه، قالوا: وهم المرادون بقوله تعالى: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانت عليهم﴾ (الاعراف: ١٥٧) ومرادهم أن ينزعوا من العقائد موجب الظواهر ليقدروا بالتحكم بدعوى الباطل عن ابطال الشرائع.


(١) وفيه الحسن بن عمارة وهو متروك.
(٢) النبز: اللقب.

<<  <   >  >>