للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قيل لأحمد بن حنبل رحمة الله عليه: أن ابن المبارك يقول: كذا وكذا فقال: إن ابن المبارك لم ينزل من السماء، وقيل له قال إبراهيم بن أدهم، فقال: جئتموني ببينات (١) الطريق عليكم بالأصل فلا ينبغي أن يترك الشرع لقول معظم في النفس. فان الشرع أعظم والخطأ في التأويل على الناس يجري. ومن الجائز أن تكون الأحاديث لم تبلغه.

فصل

وقد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول: الحمد، الحمد. فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة. وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد. وتارة في إخراج ضاد المغضوب. ولقد رأيت من يقول: المغضوب فيخرج بصاقة مع إخراج الضاد لقوة تشديده وإنما المراد تحقيق الحرف فحسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس.

وعن سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء أن سهل بن أبي أمامة حدثه: أنه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك وهو يصلي صلاة خفيفة كأنها صلاة مسافر فلما سلم قال: يرحمك الله أرأيت هذه الصلاة المكتوبة كصلاة رسول الله أم شيء تنفلته قال: إنها لصلاة رسول الله ما أخطأت إلا شيئا سهوت عنه أن رسول الله كان يقول: ﴿لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديورات، ًَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ﴾ (٢). وفي أفراد مسلم من حديث عثمان بن اب العاص قال. قلت لرسول الله : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي. فقال رسول الله : «ذاك الشيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه ثلاثا واتفل عن يسارك». ففعلت ذلك فأذهبه الله عنى


(١) الطرق الصغيرة المتشعبة من الجادة.
(٢) رواه ابو داود (رقم ٤٩٤)، وسعيد بن عبد الرحمن لين الحديث، فالحديث ضعيف.

<<  <   >  >>