للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن عاداتهم زيارة المقابر في ليلة النصف من شعبان وايقاد النار عندها، وأخذ تراب القبر المعظم.

وقال ابن عقيل: لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام (١) عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم، إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم. قال: وهم كفار عندي بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى الشرع عنه من إيقاد النيران، وتقبيلها وتحليفها (٢)، وخطاب الموتى بالألواح، وكتب الرقاع فيها يا مولاي أفعل بي كذا وكذا، وأخذ التراب تبركا، وإفاضة الطيب على القبور، وشد الرحال اليها وإلقاء الخرق على الشجر أقتداء بمن عبد اللات والعزى، ولا تجد في هؤلاء من يحقق مسألة في زكاة، فيسأل عن حكم يلزمه، والويل عندهم لمن لم يقبل مشهد (٣) الكهف ولم يتمسح بآجرة مسجد المأمونية يوم الأربعاء، ولم يقل الحمالون على جنازته أبو بكر الصديق أو محمد وعلي، ولم يكن معها نياحة، ولم يقعد على أبيه أزجا (٤) بالجص والآجر، ولم يشق ثوبه إلى ذيله، ولم يرق ماء الورد على القبر، ويدفن معه ثيابه.

فصل وأما تلبيس إبليس على النساء فكثير جدا، وقد أفردت كتابا للنساء ذكرت فيه ما يتعلق بهن من جميع العبادات وغيرها

وأما تلبيس إبليس على النساء فكثير جدا، وقد أفردت كتابا للنساء ذكرت فيه ما يتعلق بهن من جميع العبادات وغيرها، وأنا أذكرها هنا كلمات من تلبيس إبليس عليهن. فمن ذلك أن المرأة تطهر من الحيض بعد الزوال، فتغتسل بعد العصر فتصلي العصر وحدها، وقد وجبت عليها الظهر وهي لا تعلم. وفيهن من تؤخر الغسل يومين وتحتج بغسل ثيابها وغسلهم ودخول الحمام. وقد تؤخر غسل الجنابة في الليل إلى أن تطلع الشمس. فإذا دخلت الحمام لم تتزر بمئزر (٥)، وتقول: ما تدخل إلي إلا القيمة (٦). وربما قالت: أنا وأختي وأمى وجاريتي وهن نساء مثلى


(١) اوغاد الناس واوباشهم.
(٢) اي تطييبها بالخلوق وهو نوع من الطيب.
(٣) مكان، او محضر الناس، ويقصد هنا ضريح أصحاب الكهف او مقامهم.
(٤) الازج: البيت يبنى طولا، ويقصد هنا المرتفع.
(٥) المنزر: الازار
(٦) القيمة: المتولية شؤون الحمام.

<<  <   >  >>