للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس، قال أحمد: لا تنظر إلى هذا فإنه من رغب في هذا يريد أن يفسده على الناس معايشهم، قال: يا أبا عبد الله أنا متوكل، قال: فتدخل البادية وحدك أو مع الناس، قال: لا مع الناس، قال: كذبت إذن لست بمتوكل فادخل وحدك وإلا فأنت متوكل على جراب الناس.

سياق ما جرى للصوفية في أسفارهم وسياحاتهم من الأفعال المخالفة للشرع

أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، نا محمد بن عبد الباقي، نا حمد بن أحمد، نا أبو نعيم الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن مقسم، ثني أبو بدر الخياط الصوفي، قال: سمعت أبا حمزة يقول: سافرت سفرة على التوكل، فبينما أنا أسير ذات ليلة والنوم في عيني إذ وقعت في بئر، فرأيتني قد حصلت فيها فلم أقدر على الخروج لبعد مرتقاها، فجلست فيها فبينا أنا جالس إذ وقف على رأس البئر رجلان، فقال أحدهما لصاحبه: نجوز (١) ونترك هذه البئر في طريق المسلمين السابلة والمارة. فقال الآخر: فما نصنع؟ قال: فبدرت (٢) نفسي أن أناديهما، فنوديت تتوكل علينا وتشكو بلاءنا إلى سوانا، فسكت فمضيا، ثم رجعا ومعهما شيء فجعلاه على رأسها غطوها به، فقالت لي نفسي: أمنت طمها (٣) ولكن حصلت فيها مسجونا، فمكثت يومي وليلتي، فلما كان الغداء ناداني شيء يهتف بي ولا أراه تمسك بي شديدا، فمددت يدي فوقعت على شيء خشن فتمسكت به فعلاها وطرحني فوق الأرض فإذا هو سبع، فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من مثله، فهتف بي هاتف وهو يقول: يا أبا حمزة است. قذناك من البلاء بالبلاء، و كفيناك ما تخاف بما تخاف

اخبرنا محمد بر ناصر، نا محمد بن أبي نصر الحميدي، نا أبو بكر محمد بن أحمد الأردستاني، ثنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت محمد بن حسن المحرمي سمعت ابن المالكي يقول: قال أبو حمزة الخراساني: حججت سنة من السنين، فبينا أنا أمشي في الطريق وقعت في بئر، فنازعتني نفسي أن أستغيث، فقلت: لا والله لا أستغيث، فما اتممت هذا


(١) جاز المكان: سار فيه أو تركه خلفه وقطعه.
(٢) بدره الى الشيء: عاجله وسبقه
(٣) أي طمرها وتسويتها بالارض

<<  <   >  >>