للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نشاطه، فإذا كسل أو فتر فليقعد (١)». وقد تقدمت هذه الأحاديث في كتابنا هذا.

أخبرنا محمد بن ناصر، نا أبو عبد الله الحميدي، نا أبو بكر الأردستاني، ثنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا العباس البغدادي يقول: كنا نصحب أبا الحسن بن بكر الشنبلي، ونحن احداث، فأضافتنا ليلة، فقلنا: بشرط أن لا تدخل علينا أباك، فقال: لا يدخل، فدخلنا داره، فلما أكلنا إذا نحن بالشبلي وبين كل أصبعين من أصابعه شمعة ثمان شموع، فجاء وقعد وسطنا، فاحتشمنا منه، فقال: يا سادة عدوني فيما بينكم طشت (٢) شموع، ثم قال: أين غلامي أبو العباس فتقدم اليه، فقال عن الصوت الذي كنت تغنى:

ولمّا بلغ الحير … ة حادي جملي حارا

وقلت احطط بها رَحيلي … ولا تَحفل بمن سارا

فغنيته فتغير وألقى الشموع من يده وخرج.

أخبرنا ابن ناصر، ثنا هبة الله بن عبد الله الواسطي، نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، نا محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، نا الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن الصفار، قال: خرج الشبلي يوم عيد، وقد حلق أشفار عينيه وحاجبيه وتعصب بعصابة، وهو يقول:

للناس فطر وعيد … انى فريد وحيد

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، نا أحمد بن علي بن ثابت، نا التنوخي، ثنا أبو الحسن عل بن محمد بن أبي صابر الدلال، قال: وقفت على الشبلي في قبة الشعراء في جامع المنصور والناس مجتمعون عليه، فوقف عليه في الحلقة غلام جميل لم يكن ببغداد في ذلك الوقت أحسن وجها منه يعرف بابن مسلم، فقال له: تنح، فلم يبرح، فقال له الثانية: تنح يا شيطان عنا، فلم يبرح، فقال له فى الثالثة: تنح وإلا والله خرقت كل ما عليك، وكانت عليه ثياب في غاية الحسن تساوي جملة (٣) كثيرة، فانصرف الفتى فقال الشبلي:


(١) رواه الجماعة الا الترمذي عن أنس.
(٢) الطشت والطست: اناء من نحاس.
(٣) أي مبلغا كبيرا.

<<  <   >  >>